اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 91
أما قوله: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] عن حجته، وقال: {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} عن حجتي {وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} بها مخاصمًا بها، فذلك قوله: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ} [القصص: 66] .
يقول: الحجج {فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ} [القصص: 66] ، وأما قوله: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} .
وذلك أن الكافر إذا خرج من قبره، شخص بصره، ولا يطرف بصره حتى يعاين جميع ما كان يكذب به من أمر البعث، فذلك قوله: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22] .
يقول: غطاء الآخرة. فبصرك يحد النظر، لا يطرف حتى يعاين جميع ما كان يكذب به من أمر البعث، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة[1].
= وقال أيضًا رحمه الله: قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من أعرض عن ذكره يحشره يوم القيمة في حال كونه أعمى، وأن المراد بقوله: أعمى، أي أعمى البصر لا يرى شيئًا. والقرينة المذكورة هي قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} [طه: 125] فصرَّح بأن عَمَاه هو العمى المقابل للبصر، وهو بصر العين؛ لأن الكافر كان في الدنيا أعمى القلب، كما دلت على ذلك آيات كثيرة من كتاب الله.
انظر: أضواء البيان "413/4، 414" "276/6، 277". [1] انظر: تفسير الطبري "228/16" "163/26" وتفسير ابن كثير "179/3" "241/4". شك الزنادقة في قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}
...
وأما قوله لموسى:
{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
وقوله في موضع آخر: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 15] .
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 91